Thursday

تفسير القرطبى

{4} أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا
أَيْ لَا تَعْجَل بِقِرَاءَةِ الْقُرْآن بَلْ اقْرَأْهُ فِي مَهَل وَبَيَان مَعَ تَدَبُّر الْمَعَانِي . وَقَالَ الضَّحَّاك : اِقْرَأْهُ حَرْفًا حَرْفًا .
وَقَالَ مُجَاهِد : أَحَبّ النَّاس فِي الْقِرَاءَة إِلَى اللَّه أَعْقَلهمْ عَنْهُ .
وَالتَّرْتِيل التَّنْضِيد وَالتَّنْسِيق وَحُسْن النِّظَام ; وَمِنْهُ ثَغْر رَتَل وَرَتِل , بِكَسْرِ الْعَيْن وَفَتْحهَا : إِذَا كَانَ حَسَن التَّنْضِيد . وَتَقَدَّمَ بَيَانه فِي مُقَدِّمَة الْكِتَاب .
وَرَوَى الْحَسَن أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مَرَّ بِرَجُلٍ يَقْرَأ آيَة وَيَبْكِي , فَقَالَ : ( أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : " وَرَتِّلْ الْقُرْآن تَرْتِيلًا " هَذَا التَّرْتِيل ) . وَسَمِعَ عَلْقَمَة رَجُلًا يَقْرَأ قِرَاءَة حَسَنَة فَقَالَ : لَقَدْ رَتَّلَ الْقُرْآن , فِدَاهُ أَبِي وَأُمِّي , وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن طَاهِر : تَدَبَّرْ فِي لَطَائِف خِطَابه , وَطَالِبْ نَفْسك بِالْقِيَامِ بِأَحْكَامِهِ , وَقَلْبك بِفَهْمِ مَعَانِيه , وَسِرّك بِالْإِقْبَالِ عَلَيْهِ .
وَرَوَى عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَالَ : قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُؤْتَى بِقَارِئِ الْقُرْآن يَوْم الْقِيَامَة , فَيُوقَف فِي أَوَّل دَرَج الْجَنَّة وَيُقَال لَهُ اقْرَأ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْت تُرَتِّل فِي الدُّنْيَا , فَإِنَّ مَنْزِلَك عِنْد آخِر آيَة تَقْرَؤُهَا ) خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَّل الْكِتَاب .
وَرَوَى أَنَس أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمُدّ صَوْته بِالْقِرَاءَةِ مَدًّا .

تفسير الجلالين

{4} أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا
"أَوْ زِدْ عَلَيْهِ" إلَى الثُّلُثَيْنِ وَأَوْ لِلتَّخْيِيرِ "وَرَتِّلْ الْقُرْآن" تَثَبَّتْ فِي تِلَاوَته

تفسير ابن كثير

{4} أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا
وَقَوْله تَعَالَى" وَرَتِّلْ الْقُرْآن تَرْتِيلًا " أَيْ اِقْرَأْهُ عَلَى تَمَهُّل فَإِنَّهُ يَكُون عَوْنًا عَلَى فَهْم الْقُرْآن وَتَدَبُّره وَكَذَلِكَ كَانَ يَقْرَأ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ : قَالَتْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا : كَانَ يَقْرَأ السُّورَة فَيُرَتِّلهَا حَتَّى تَكُون أَطْوَل مِنْ أَطْوَل مِنْهَا . وَفِي صَحِيح الْبُخَارِيّ عَنْ أَنَس أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قِرَاءَة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ كَانَتْ مَدًّا ثُمَّ قَرَأَ " بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم " يَمُدّ بِسْمِ اللَّه وَيَمُدّ الرَّحْمَن وَيَمُدّ الرَّحِيم وَقَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة عَنْ أُمّ سَلَمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ قِرَاءَة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ كَانَ يُقَطِّع قِرَاءَته آيَة آيَة " بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَن الرَّحِيم مَالِك يَوْم الدِّين " رَوَاهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ . وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن عَنْ سُفْيَان عَنْ عَاصِم عَنْ ذَرّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يُقَال لِقَارِئِ الْقُرْآن اِقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْت تُرَتِّل فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتك عِنْد آخِر آيَة تَقْرَؤُهَا" وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث سُفْيَان الثَّوْرِيّ بِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح وَقَدْ قَدَّمْنَا فِي أَوَّل التَّفْسِير الْأَحَادِيث الدَّالَّة عَلَى اِسْتِحْبَاب التَّرْتِيل وَتَحْسِين الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث" زَيِّنُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ " وَ " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ " وَ " لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِير آلِ دَاوُد " يَعْنِي أَبَا مُوسَى فَقَالَ أَبُو مُوسَى لَوْ كُنْت أَعْلَم أَنَّك كُنْت تَسْمَع قِرَاءَتِي لَحَبَّرْته لَك تَحْبِيرًا وَعَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّهُ قَالَ لَا تَنْثُرُوهُ نَثْر الرَّمْل وَلَا تَهُذُّوهُ هَذّ الشِّعْر قِفُوا عِنْد عَجَائِبه وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوب وَلَا يَكُنْ هَمّ أَحَدكُمْ آخِر السُّورَة رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَقَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا آدَم حَدَّثَنَا شُعْبَة حَدَّثَنَا عَمْرو بْن مُرَّة سَمِعْت أَبَا وَائِل قَالَ : جَاءَ رَجُل إِلَى اِبْن مَسْعُود فَقَالَ : قَرَأْت الْمُفَصَّل اللَّيْلَة فِي رَكْعَة . فَقَالَ هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْر لَقَدْ عَرَفْت النَّظَائِر الَّتِي كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرِن بَيْنهنَّ فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَة مِنْ الْمُفَصَّل سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَة .

Fathul Qodir


أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا

4- "ورتل القرآن ترتيلاً" أي اقرأه على مهل مع تدبر.

قال الضحاك: اقرأه حرفاً حرفاً.

قال الزجاج: هو أن يبين جميع الحروف، ويوفي حقها من الإشباع.

وأصل الترتيل التنضيد والتنسيق وحسن النظام، وتأكيد الفعل بالمصدر يدل على المبالغة على وجه لا يلتبس فيه بعض الحروف ببعض، ولا ينقص من النطق بالحرف من مخرجه المعلوم مع استيفاء حركته المعتبرة.

Tafsir Tobari

أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا


وقوله: ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ) يقول جلّ وعزّ: وبين القرآن إذا قرأته تبيينا، وترسل فيه ترسلا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال. ثنا ابن عُلَيَّةَ، قال: ثنا أبو رجاء، عن الحسن، في قوله: ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ) قال: اقرأه قراءة بينة.
حدثنا ابن بشار، قال. ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ) فقال: بعضه على أثر بعض.
حدثنا محمد بن عبد الله المخزومي، قال. ثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ) فقال: بعضه على أثر بعض، على تؤدة.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله الله ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ) قال: ترسل فيه ترسلا.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ) فقال: بعضه على أثر بعض.
حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: ثنا حجاج بن محمد، قال، قال ابن جريج، عن عطاء ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ) قال: الترتيل النَّبْذ: الطَّرْح.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ) قال بينه بيانا.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مِقْسم، عن ابن عباس ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ) قال: بيِّنه بيانا.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ) قال: بعضه على أثر بعض.

Tafsir Baghowi


أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا

"أو زد عليه"، على النصف إلى الثلثين، خيره بين هذه المنازل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقومون على هذه المقادير، وكان الرجل لا يدري متى ثلث الليل ومتى نصف الليل ومتى الثلثان، فكان الرجل يقوم حتى يصبح مخافة أن لا يحفظ القدر الواجب، واشتد ذلك عليهم حتى انتفخت أقدامهم فرحمهم الله تعالى وخفف عنهم ونسخها بقوله: " فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى " الآية. فكان بين أول السورة وآخرها سنة
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفراييني، أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ، حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا يحيى بن بشير، حدثنا سعيد -يعني ابن أبي عروبة- حدثنا قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن سعيد ابن هشام قال: "انطلقت إلى عائشة رضي الله عنها فقلت: يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن، قلت: فقيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم المؤمنين؟ قالت: ألست تقرأ: "يا أيها المزمل"، قلت: بلى، قالت: فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولاً حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهراً في السماء، ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعاً بعد الفريضة". قال مقاتل بن كيسان: كان هذا بمكة قبل أن تفرض الصلوات الخمس، ثم نسخ ذلك بالصلوات الخمس. "ورتل القرآن ترتيلاً"، قال / ابن عباس: بينه بياناً.
 وقال الحسن: اقرأه قراءة بينة. وقال مجاهد: ترسل فيه ترسلاً. وقال قتادة: تثبت فيه تثبتاً. وعن ابن عباس أيضاً: اقرأه على هينتك ثلاث آيات أو أربعاً أو خمساً. أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام عن قتادة قال: "سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كانت مداً مداً، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، يمد بسم الله، ويمد الرحمن ويمد الرحيم". أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثناآدم، حدثنا شعبة، حدثنا عمرو بن مرة قال: سمعت أبا وائل قال: "جاء رجل إلى ابن مسعود.
 قال: قرأت المفصل الليلة في ركعة، فقال: هذاً كهذ الشعر؟ لقد عرفت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين من آل حاميم في كل ركعة". أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أبي أحمد بن مثويه، أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي الحسين الحراني فيما كتبه إلي، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن حميد الواسطي، حدثنا زيد بن أخزم، حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا سعيد بن زيد، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله -يعني ابن مسعود- قال: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة. أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أبي أحمد بن مثويه، أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي الحسين الحراني فيما كتبه إلي، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري، حدثنا ابو محمد بن يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا الحسين بن الحسن المروزين حدثنا ابن المبارك، ح، أخبرنا أبو محمد بن يعقوب الكسائي، أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن عبيدة وهو أخوه عن سهل بن سعد الساعدي قال.
 "بينا نحن نقرأ إذ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الحمد لله كتاب الله واحد وفيكم الأخيار وفيكم الأحمر والأسود اقرؤوا القرآن قبل أن يأتي أقوام يقرؤونه، يقيمون حروفه كما يقام السهم لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون آخره ولا يتأجلونه". أخبرنا أبو عثمان الضبي، أخبرنا أبو محمد الجراحي، حدثنا أبو العباس المحبوبي، حدثنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا أبو بكر محمد بن نافع البصري، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن إسماعيل ابن مسلم العبدي، عن أبي المتوكل الناجي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية من القرآن ليلة". ورواه أبو ذر، قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم ليلة حتى أصبح بآية من القرآن، والآية: "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم" (المائدة- 118).

Monday

shalat ‘Idul Adha


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحَمْدُ ِللهِ الكَرِيْمِ الوَهَّابِ الرَّحِيْمِ التَّوَّابِ غَافِرِ الذَّنْبِ قَابِلِ التَّوْبِ شَدِيْدِ العِقَابِ ذِيْ الطَّوْلِ لاَإِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحِبُّ التَّوَّابِيْنَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِيْنَ وَيَغْفِرُ لِلْمُخْطِئِيْنَ المُسْتَغْفِرِيْنَ وَيَمْحُوْ بِحِلْمِهِ إِسَاءَةَ المُذْنِبِيْنَ وَيَقْبَلُ بِعَفْوِهِ اعْتِذَارَ المُعْتَذِرِيْنَ لاَإِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلهُ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ وَدَيَّانُ يَوْمِ الدِّيْنِ وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى خَيْرِ عِبَادِهِ أَجْمَعِيْنَ وَعَلَى صَحَابَتِهِ وَالتَّابِعِيْنَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيْثِ كَتَابُ اللهِ وَخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَّ الأُمُوْرِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّارِ اللهم يامصلح الصالحين أصلح فساد قلوبنا واستر فى الدنيا والآخرة عيوبنا واغفر بعفوك ورحمتك ذنوبنا وارحم فى موقف العرض عليك ذل مقامنا يارب عفوك لاتأخذ بزلتنا … واغفر أيا رب ذنباً قد جنيناه Jama’ah shalat ‘Idul Adha yang dirahmati Allah : Alhamdulillah, tiada pernah bosan kita kembali memuji, memuja dan menyebut nama Allah yang telah melimpahkan kepada kita nikmatNya, nikmat iman dan islam adalah dua kenikmatan yang paling besar dan sangat agung yang juga sekaligus sebagai tonggak penentu keselamatan dan kebahagiaan kita di dunia dan akhirat tentunya apabila kita bisa menjaga, memelihara dan menjauhkan iman dan islam jangan sampai ternodai dan terkontaminasi dengan noda syirik, bid’ah, khurafat dan amal maksiat sekecil apapun juga. Dan nikmat lain yang tak kalah pentingnya yang wajib kita syukuri pula yaitu nikmat kesehatan, sehingga atas izin dan kehendak Allah, kita dapat melaksanakan shalat ‘Idul Adha berjama’ah, kita iringi dengan harapan dan do’a semoga Allah menerima amal ibadah kita, meridhai langkah kita, memberkati dan mengampuni dosa kita, serta memudahkan langkah kita ke surgaNya kelak…. Amin Ya Rabbal ‘Alamin. Jama’ah shalat ‘Idul Adha yang dirahmati Allah : saudara-saudaraku seiman seakidah … Menjalani hidup bagaikan musafir yang bepergian di muka bumi. Sang musafir telah menyiapkan segala perbekalan yang bisa memudahkan perjalanan yang ia tempuh. Namun disadari atau tidak, perjalanan akan terhenti tatkala sang musafir di hampiri oleh keadaan yang setiap orang tidak pernah menyangka kalau ia akan menghampirinya. Sang pemutus kelezatan, yang menghentikan segala aktifitas dan kegiatan, yang membuat pandangan mata kehilangan apa yang di lihat, lidah tidak bisa berkata dan berucap, tangan tak mampu bergerak dan kaki tak lagi mampu melangkah, itulah yang dinamakan AL MAUT….. (kematian.. “SANG PEMUTUS KELEZATAN DAN KENIKMATAN”). Keadaan ini telah disampaikan oleh beliau Rasulullah Shallallahu ‘alaihi wa sallam : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ يَعْنِي الْمَوْتَ Dari Abu Hurairah radhiyallahu ‘anhu berkata : telah bersabda Rasulullah Shallallahu ‘alaihi wa sallam “Perbanyaklah mengingat pemutus kenikmatan yaitu kematian. (HR.Ibnu Majah, Tirmidzi, Nasai, Ahmad) Apakah semua yang bernyawa akan mati ? Jama’ah sholat id yang dirahmati Allah, setiap yang bernyawa pasti akan tiba ajalnya, setiap yang bernyawa pasti akan mengalami kematian, hal ini pasti terjadi dan tidak bisa ditolak. Allah Azza wa Jalla telah mengingatkan kita akan hal ini, yang kekal abadi hanyalah Allah semata..semua binasa, semua sirna dan akan tiada, sebagaimana firmanNya : كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ Semua yang ada di bumi itu akan binasa, dan tetap kekal wajah Rabbmu yang mempunyai kebesaran dan kemuliaan. (QS. Ar-rahman 55/26-27). كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ Tiap-tiap yang berjiwa akan merasakan mati,dan sesungguhnya pada hari kiamat sajalah disempurnakan pahalamu. Barang siapa dijauhkan dari neraka dan dimasukkan ke dalam surga maka sungguh ia telah beruntung. Kehidupan dunia itu tidak lain hanyalah kesenangan yang memperdayakan. (QS.Ali imran 3/185) Setiap insan berharap bisa hidup kekal dan lebih lama, namun tidak ada yang bisa kekal hidup di muka bumi, nabi shallallahu ‘alaihi wa sallam pun tidak diberikan kekekalan hidup, Allah Azza wa Jalla sudah mengingatkan nabiNya bahwa ia akan mati (mayit), bagaimana dengan kita? Allah Azza wa Jalla berfirman : إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ Sesungguhnya engkau (Nabi Muhammad shallallahu ‘alaihi wa sallam) akan mati dan sesungguhnya mereka akan mati pula (QS. Az-zumar5 39/30) وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ Kami tidak menjadikan hidup abadi bagi seseorang pun sebelum kamu (Muhammad). Maka jikalau kamu mati apakah mereka akan kekal? Tiap-tiap yang berjiwa akan merasakan mati. Kami akan menguji kamu dengan keburukan dan kebaikan sebagai cobaan (yang sebenar-benarnya). Dan hanya kepada Kamilah kamu dikembalikan. (QS. Al-anbiya 21/34-35). Jama’ah sholat id yang dirahmati Allah… saudara-saudaraku seiman seakidah … Dari uraian diatas jelas bagi kita bahwa kematian pasti mengahampiri kapan dan dimanapun kita berada, suka maupun duka, sendiri maupun dalam keramaian.. tidak ada yang bisa menghindar dari musibah al-maut (kematian). Sehingga bagaimanapun manusia berusaha menghindar darinya kematian itu akan mengejarnya.. Allah Azza wa Jalla menegaskan dalam firmanNya : أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ Dimana saja kamu berada, kematian akan mendapatkan kamu, kendatipun kamu berada didalam benteng yang tinggi lagi kokoh. (QS. An-nisa 4/78). قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ Katakanlah : sesungguhnya kematian yang kamu lari dari padanya, maka sesungguhnya kematian itu akan menemui kamu… (QS.Al-jum’ah 62/8). Jama’ah sholat id yang dirahmati Allah… saudara-saudaraku seiman seakidah….. Dahsyatnya peristiwa ini telah diuraikan Allah di empat ayat dalam alquran, jadikan renungan untuk masing-masing kita, pikirkan jika hal itu menimpa dan kita mengalaminya..simak ayat-ayat ini, ambil pelajaran agar kita tidak terlalu jauh dan terlena… 1. وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) Dan datanglah sakaratul maut dengan sebenar-benarnya, itulah yang kamu selalu lari darinya. (QS.Qaf 50/19). 2. وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ Alangkah dahsyatnya sekiranya kamu melihat diwaktu orang-orang dhalim (berada) dalam tekanan-tekanan sakaratul maut. (QS. Al-an’am 6/93). 3. فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ Maka mengapa ketika nyawa sampai di kerongkongan. (QS. Al-waqiah 56/83) 4.كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ Sekali-kali jangan, apabila nafas (seseorang) telah (mendesak) sampai ke kerongkongan. (QS.Qiyamah 75/26) Jama’ah sholat id yang dirahmati Allah… saudara-saudaraku seiman seakidah….. Allah Azza wa Jalla mengisahkan tentang gambaran kematian yang sangat dahsyat ini dengan uraian yang menakjubkan dan membuat setiap orang yang beriman merinding dan takut…. Bagaimana tidak.. itu adalah saat dimana manusia akan meninggalkan dunia yang fana, detik-detik perpisahan yang ditakutkan, detik-detik keluarnya ruh dari jasad….. detik-detik dimana setiap insan berharap untuk tidak mengalaminya disaat ia belum siap untuk menerimanya….. peristiwa yang merubah orang kuat menjadi lemah, sehat menjadi sakit, tenang menjadi guncang,…. كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) Sekali-kali jangan. Apabila nafas seseorang (telah mendesak) sampai kerongkongan. dan dikatakan (kepadanya): Siapakah yang dapat menyembuhkan ? dan dia yakin bahwa sesungguhnya itulah waktu perpisahan (dengan dunia) dan bertaut betis (kiri) dengan betis (kanan). (QS Alqiyamah 75/26-30) Kalau kita bertanya dan ditanya : siapakah kiranya yang bisa menenangkan seorang hamba yang berada dalam keadaan sekarat menjelang ajal? Mampukah sang dokter memberi ketenangan terhadap jiwanya? adakah obat yang bisa meringankan penderitaannya? Adakah sarana duniawi yang bisa menghibur kegalauan hatinya? Tidak ada yang bisa dilakukan ketika detik-detik itu tiba, kecuali ruqyah dan talqin dengan kalimat tauhid لاإله إلا الله yang akan menenangkan penderitaannya, doa dan ruqyah yang mampu menghibur dan meredam kondisinya. Allahu Akbar, Subhanallah, laa haula wala quwwata illa billah. Jama’ah sholat id yang dirahmati Allah… saudara-saudaraku seiman seakidah….. Hati berdebar, tubuh gemetar, lidah serasa membeku tak mampu berucap dan berujar…hanya pandangan mata yang menengadah keatas langit, seolah ia ingin didengar suara hatinya oleh Allah, ditenangkan kegelisahan dan kegundahan jiwanya….saudaraku… demi Allah …. Sungguh hal ini adalah saat-saat menakutkan dan sangat menyedihkan. Setelah itu tidak ada yang lain kecuali hanya janji dan ancaman..… andai kita mau merenungkan dengan tenang, walau kita sedang bergelimang dengan kenikmatan, pastilah yang akan kita rasakan kehidupan yang keruh dan dunia menjadi hina bagi kita…. Dunia yang luas terasa sempit, semua yang indah seolah telah tiada, manis terasa getir dan pahit… Syumaith bin ‘Ajlan berkata : من جعل الموت نصب عينيه لم يبال بضيق الدنيا ولا بسعتها Barang siapa yang menjadikan maut (kematian) dihadapan kedua matanya, dia tidak peduli dengan kesempitan (kesulitan) dunia atau keluasannya (kenikmatannya). (Mukhtashar minhajul qashidin) Lihatlah perubahan yang ada,… rasakan,.. renungkan dan pikirkan… wahai saudaraku…kesenangan berubah menjadi kesedihan, kebahagiaan berubah menjadi kesusahan…. Bagaimana tidak…. Engkau akan berpisah dari harta benda, engkau akan berpisah dengan orang yang tercinta…engkau akan berpisah dengan sanak kerabat dan orang-orang yang pernah dekat… menuju tempat untuk mendapatkan balasan dan menjalani hisab yang sungguh amat sangat menakutkan.. sampai engkau mengakhiri perjalananmu yang panjang dan berat menuju salah satu dari dua kelompok : فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) …segolongan masuk surga dan segolongan masuk neraka…(QS.As-syura 42/7) Saudaraku ……. Khalifah Umar bin Abdul Aziz rahimahullah pernah menyampaikan khutbahnya : وفى كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله ، فتودعونه وتدعونه فى صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد، قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجه الحساب …… فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي، ولكني أستغفر الله وأتوب إليه ، ثم رفع طرف ردائه وبكى حتى شهق، ثم نزل فما عاد إلى المنبر بعدها حتى مات رحمة الله عليه. Ingatlah wahai saudaraku, bukankah kalian pernah mengantar jenazah dikala pagi dan petang, jenazah saudaramu yang telah dipanggil oleh Allah Azza wa Jalla, saudaramu yang telah tiba ajalnya, kalian mengantarkan dan meninggalkannya di dalam lubang (liang) lahat, tempat yang tidak lagi ada kasur dan bantal yang empuk, sudah tidak lagi punya kesempatan untuk berbuat, dia telah berpisah dengan orang yang dicintai (anak, istri, keluarga dan kerabat), kini ia hidup berkalang tanah, siap menghadapi hisab,….. bertaqwalah kepada Allah wahai hamba Allah…. Sebelum maut datang menjemput,…. Dan aku sampaikan kalimat ini, dengan penuh keyakinan bahwa tidak ada orang yang lebih banyak salah dan dosa dari kesalahan dan dosa yang ku perbuat,….. akan tetapi seiring itu pula aku senantiasa bertaubat dan memohon ampunanNya,… Kemudian beliau mengangkat salah satu sisi selendangnya, sambil menangis terisak sampai ia tidak sadarkan diri.. akhirnya beliau diturunkan dari mimbar…dan… tidak pernah kembali lagi ke atas mimbar… akhirnya mautpun menjemput dirinya…. Rahimullahu rahmatan wasi’ah. Jama’ah sholat id yang dirahmati Allah… saudara-saudaraku seiman seakidah… Mari sejenak kita melihat dan membaca bagaimana detik-detik akhir menjelang ajal yang dialami oleh Rasulullah Shallallahu ‘alaihi wa sallam, dan sahabatnya generasi terbaik dari umatnya…. عَنْ أَنَسٍ قَالَ : لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَام وَا كَرْبَ أَبَاهُ فَقَالَ لَهَا لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ (صحيح البخاري) Tatkala kondisi nabi shallallahu ‘alaihi wa sallam makin memburuk, Fathimah berkata :”alangkah berat penderitaanmu ayahku”. Beliau shallallahu ‘alaihi wa sallam menjawab : “tidak ada penderitaan atas ayahmu setelah hari ini…” (HR.Bukhari) Apa yang dilakukan beliau shallallahu ‘alaihi wa sallam sebelum ajal menjemput, apa yang beliau ucapkan kepada umatnya? Imam Bukhari meriwayatkan dari ‘Aisyah radhiyallahu ‘anha : أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَتْ تَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ أَوْ عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ يَشُكُّ عُمَرُ فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَيَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ ( رواه البخاري ) Bahwasannya di hadapan Rasulullah Shallallahu ‘alaihi wa sallam terdapat satu bejana kecil dari kulit yang berisi air, beliau memasukkan tangan ke dalamnya dan membasuh muka dengannya seraya berkata : “Laa ilaha illa Allah”.. sesungguhnya kematian memiliki sakaratul maut”.. dan beliau menengadahkan tangannya seraya berkata : “menuju Rafiqil A’la” sampai akhirnya nyawa beliau tercabut dan tangannya melemas.. (HR.Bukhari) Dalam riwayat lain disebutkan bagaimana Rasulullah Shallallahu ‘alaihi wa sallam mengucapkan doa yang begitu lirih memohon kepada Allah rahmat dan maghfirahNya:….. فبينما كان رأسه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى حجر عائشة _رضي الله عنها _ إذ دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك ، فنظر إليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعلمت عائشة أنه يريد السواك فتناولته ولينته فاستاك به وعندما فرغ منه رفع يده وإصبعه وشخص ببصره نحو السقف وتحركت شفتاه فأصغت إليه عائشة وهو يقول : (مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، اللهم اغفرلي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى ) كررها ثلاثاً ، وكان آخر ماتكلم به، ثم مالت يده ولحق بالرفيق الأعلى . Ketika kepala beliau shallallahu ‘alaihi wa sallam berada dipangkuan ‘Aisyah tiba-tiba masuklah Abdurrahman bin Abu Bakr membawa sebatang siwak, Rasulullah Shallallahu ‘alaihi wa sallam memandang ke arahnya, maka ‘Aisyah tahu bahwa beliau menginginkan siwak itu, ‘Aisyah mengambil siwak itu lalu dilunakkan sedikit dan diberikan kepada beliau untuk digunakan bersiwak, usai bersiwak beliau mengangkat tangan dan jarinya, pandangannya juga mengarah ke atap, kedua bibir beliau bergerak-gerak ‘Aisyah masih mendengarkan yang beliau ucapkan : “Bersama orang-orang yang Engkau beri nikmat ya Allah, dari kalangan para nabi, shiddiqin, syuhada dan orang-orang shalih.. Ya Allah ampunilah dosaku, limpahkan rahmat-Mu kepadaku, dan angkatlah diriku ke Rafiqil A’la (keharibaanMu yang tinggi),…. Beliau terus mengulang-ngulang kalimat tadi sampai tiga (3) kali, itulah ucapan terakhir yang beliau lontarkan, setelah itu tangan beliau perlahan miring dan melemas, beliaupun berangkat ke haribaan Allah. (Bukhari & Muslim). Saudaraku, begitu dahsyat peristiwa yang menimpa Rasulullah Shallallahu ‘alaihi wa sallam tatkala maut menjemput.. Beliau adalah hamba Allah yang terbaik, kekasih Allah dan hamba yang menjadi panutan umat. Beliau tidak bisa menyembunyikan keadaan dirinya dan apa yang menimpanya, sebuah peristiwa yang jika kita mengalami sendiri tentulah akan muncul pertanyaan dalam benak pikiran masing-masing dari yang hadir disini, Mampukah kita menghadapinya dengan ketegaran, kesabaran dan dengan akhir yang baik? Hanya kepada Allah jualah kita memohon agar dimudahkan segala urusan tatkala maut menjemput. Jama’ah sholat id yang dirahmati Allah… saudara-saudaraku seiman seakidah….. Selanjutnya bagaimana kondisi yang dialami oleh sebagian sahabat beliau shallallahu ‘alaihi wa sallam tatkala maut menjemput? لما حضرت أبايكررضي الله عنه الوفاة جاءت عائشة فتمثلت بهذا البيت : لعمرك كا يغنى عن الفتى إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر فكشف عن وجهه وقال : ليس كذلك ولكن قولي : وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ —- انظري ثوبي هذين فاغسلوهما وكفنوني فيهما فإن الحي أحوج إلى الجديد من الميت. Abu Bakr Ash-shiddiq radhiyallahu ‘anhu menjelang kematiannya, berkata padanya ‘Aisyah : Celaka, tangis apa yang bisa dilakukan seorang pemudi bila suatu hari dadanya bergemuruh karena kesedihan. Abu Bakr langsung menyingkap wajahnya yang tertutup sambil berkata : “jangan berkata begitu wahai putriku, tetapi ucapkanlah : وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) Dan datanglah sakaratul maut dengan sebenar-benarnya, itulah yang kamu selalu lari darinya. (QS.Qaf 50/19). Coba engkau lihat dua helai pakaian ini, cuci dan gunakan untuk mengkafani tubuhku, karena orang yang hidup lebih membutuhkan kain yang baru ketimbang orang yang sudah mati. (ats tsabat indal mamat ibnul jauzi). عن ابن عمر قال : كان رأس عمر فى حجري لما طعن فقال :ضع رأسي بالأرض ،قال :فظننت أن ذلك تبرماً به، فلم أفعل ،فقال :ضع خدي بالأض لا أم لك! ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله عز وجلى لي Umar bin Khattab radhiyallahu ‘anhu : putra beliau abdullah bin umar menceritakan : saat itu kepala Umar bin khattab berada di pangkuanku (saat setelah beliau tertikam) : “letakkan kepalaku diatas tanah” . aku mengira beliau sudah bosan berada dipangkuanku. Akupun memenuhi permintaannya. Beliau berkata sungguh celaka aku dan sungguh celaka pula ibuku., bila Allah tidak juga sudi mengampuniku. (Washaya ulama inda hudhuril maut) عن همّام قال : لما حضر أبا هريرة رضي الله عنه الموت جعل يبكي ، قيل له : ما يبكيك ياأبا هريرة ؟ قال : قلة الزاد وبعد المفازة وعقبةٌ هبوطها الجنة أو النار Abu Hurairah radhiyallahu ‘anhu, sebagaimana diriwayatkan oleh Hammam : ketika Abu Hurairah menghadapi sakaratul maut beliau menangis. Dikatakan padanya : apa yang membuatmu menangis wahai Abu Hurairah ? beliau menjawab : karena bekal yang sedikit, sementara perjalanan yang panjang dan akhir perjalanan hanya surga atau neraka. (Washaya ulama inda hudhuril maut). Subhanallah, Allahu Akbar…. Lihatlah mereka generasi terbaik umat ini,..! apa yang mereka ucapkan, apa yang mereka harapkan, apa yang mereka lantunkan apa yang mereka rindukan untuk diri mereka? Kesemuanya berharap kemudahan dan ampunan dari Ar Rahman…. Saudaraku,…… bergetar hati ini, berdebar dada ini…gemetar tubuh kita… seolah kedua kaki tak lagi mampu menopang tubuh yang ketakutan… CUKUPLAH KEMATIAN SEBAGAI NASEHAT UNTUK KITA SEMUA… كفى بالموت واعظاً jika saat ini kita melihat mayit yang terbujur kaku,, pikirkan dan katakan pada dirimu… hari ini ia terbujur kaku, diam membisu, sekujur tubuh membeku…. Mungkin esok aku akan alami hal sama yang menimpa saudaraku… Saudaraku…jika saat ini engkau sedang menyaksikan seseorang tengah sekarat meregang nyawa dan engkau bimbing dia dengan talkin kalimat tauhid Laa ilaha illa Allah, membimbingnya untuk ingat Allah dan taubat,… kiranya siapa yang akan membimbing dirimu jika esok peristiwa itu menimpamu?? Saudaraku…. jika hari ini kita memandikan, mengkafani, menyolatkan, mengantar dan memakamkan jenazah ketempat peristirahatannya yang terakhir… maka esokpun kita akan alami hal yang sama…. Saudaraku… lidah ini terasa berat seolah tak mapu lagi berucap…. Kita teringat sabda beliau Rasulullah Shallallahu ‘alahi wa sallam tatkala usai mengubur jenazah, ingat kalimat yang terucap dihadapan sahabat : عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ أخرجه أبو داود والحاكم والبيهقي وعبد الله بن أحمد في ” زوائد الزهد ” (ص 129) وقال الحاكم: ” صحيح الاسناد “، ووافقه الذهبي: وهو كما قالا، وقال النووي: ” إسناده جيد “. Dari Utsman bin Affan radhiyallahu ‘anhu beliau berkata : Tatkala Rasulullah Shallallahu ‘alaihi wa sallam selesai menguburkan jenazah, beliau berdiri disamping kuburan seraya berkata : “mohonkan ampunan untuk saudaramu, mohonkan pula keteguhan jiwanya untuk bisa menjawab setiap pertanyaan, karena sekarang ia sedang ditanya.. (oleh malaikat Munkar dan Nakir) (HR. Abu Dawud, Hakim, Baihaqi). Saudaraku… peristiwa inilah yang kita takutkan, kejadian ini yang kita khawatirkan… masing-masing dari kita tidak akan pernah tahu, mampukah kita… bisakah kita…. Akankah kita meraih maghfirah dan keteguhan jiwa tatkala kita ditinggal sendiri dialam kubur… menghadapi pertanyaan Munkar dan Nakir… dalam kegelapan kubur… diliang lahat yang sempit… tiada yang bisa menghibur dan menenangkan jiwa selain bekal amal shalih yang selama ini kita kerjakan… Adakah harta yang pernah kita raih mendampingi kita dialam kubur… adakah istri tercinta… suami tercinta… anak-anak… saudara dan kerabat atau tetangga yang sudi dan rela mendampingi sang mayit dialam kuburnya?????…… Mana istanaku… mana istriku… mana suamiku… mana anak-anakku… mana kedua orang tuaku…. mana kendaraanku…. mana jabatanku…….. Saudaraku…. Ingatlah tatkala jasad diusung menuju kubur….. jika mayat boleh berkata : mau dibawa kemana kiranya jasadku…??? Mereka membawaku … mereka mensholatiku tanpa sujud dan ruku’…. Semoga Allah merahmatiku…. Mereka membawa jasadku ke tempat dimana aku akan ditinggal sendiri….. Ingatlah, ada 3 hal yang mengantar jenazah ke alam kuburnya : hartanya, keluarganya, amalnya. 2 hal akan kembali dan tidak akan pernah mau dan sudi mendampinginya, pulang meninggalkan dirinya harta dan keluarganya,…. Hanya satu yang akan setia mendampingimu, hanya satu yang setia menemanimu… dialah sang penghibur… dialah AMALANMU…. Jika baik maka baik dan tenanglah jiwamu, namun jika buruk maka kecelakaan atasmu…. Nabi Shallallahu ‘alaihi wa sallam bersabda : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُه (متفق عليه) Mayit akan diikuti oleh tiga perkara (menuju kuburnya), dua akan kembali, satu akan tetap. Mayit akan diikuti oleh keluarganya, hartanya, dan amalnya. Keluarganya dan hartanya akan kembali, sedangkan amalnya akan tetap. (Bukhari & Muslim) Jama’ah sholat id yang dirahmati Allah… saudara-saudaraku seiman seakidah….. Alam kubur adalah tempat persinggahan pertama seorang hamba sebelum akhirnya ia menuju akhirat.. alam kubur inilah yang membuat sahabat nabi Utsman bin Affan menangis ketakutan…. Apa yang ia takutkan, apa yang membuatnya menangis??….. Dalam sebuat riwayat tirmidzi : كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَا تَبْكِي وَتَبْكِي مِنْ هَذَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ (رواه الترمذي) Utsman bin Affan pernah berdiri disamping kuburan, dia menangis terisak sampai air matanya membasahi jenggotnya, beliau ditanya : wahai Utsman ; jika engkau ingat (diingatkan dengan) surga neraka, engkau tidak menangis.. namun mengapa engkau menangis ketika ingat (diingatkan) dengan kubur ? beliau menjawab : aku mendengar Rasulullah Shallallahu ‘alaihi wasallam bersabda : kuburan itu adalah tempat persinggahan pertama bagi seorang hamba dari tempat persinggahannya sebelum akhirat. Barang siapa yang selamat darinya (siksa dan fitnah kubur) maka yang berikutnya lebih ringan buatnya, namun sebaliknya barang siapa yang tidak selamat darinya, maka yang setelahnya lebih sulit dan susah baginya.. (HR. Tirmidzi). Saudaraku…. Riwayat diatas dengan jelas menunjukkan bahwa keselamatan di alam kubur sebagai tanda bahwa hamba akan bahagia kelak dihari kiamat.. dan juga sebaliknya bahwa kegagalan yang dialami hamba dialam kubur itu tanda bahwa ia akan merugi dunia akhirat.. Saudaraku… hal senada juga pernah disampaikan Rasulullah Shallallahu ‘alaihi wa sallam dihadapan sahabatnya tatkala beliau selesai menguburkan jenazah : عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى ثُمَّقَالَ يَا إِخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا Dari Barra’ dia berkata : Kami bersama Rasulullah Shallallahu ‘alaihi wa sallam pada suatu jenazah, lalu beliau duduk ditepi kubur, kemudian beliau menangis sehingga tanah menjadi basah, lalu beliau bersabda : “Wahai saudara-saudaraku! Persiapkanlah untuk yang seperti ini.!” (HR. Ibnu Majah) Sudahkah kita persiapkan seperti yang beliau shallallahu ‘alaihi wa sallam perintahkan?? Saudaraku.. pernahkah kita merasa bahwa hati ini pernah keras membeku tak mau menerima kebenaran?? Saudaraku… sampai kapan kita pertahankan kerasnya hati ini?? kesombongan diri..?? Saudaraku…pernahkah engkau alami detik-detik kala semua orang tidur lelap terbuai mimpi… engkau sedang sendiri,.. menyendiri.. menyepi.. bermunajat dengan Allah… dengan air mata berlinang menangisi kerasnya hati dan dosa yang selama ini kita lakukan Sudahkah engkau meminta kepadaNya agar selalu dibimbing menuju jalan yang di ridhai? Sudahkah engkau meminta kepadaNya agar dijadikan anak shalih yang selalu berbakti… Anak yang selalu mendoakan kedua orang tua kala mereka berdua telah tiada?? Saudaraku….. mari bawa diri ini untuk terus ingat peristiwa tadi…. Bimbing dan bina jiwa ini agar senantiasa berada diatas hidayah Ilahi… arahkan jiwa ini agar senantiasa mendapat ridha Ilahi… dengan banyak mengingat mati, itu berarti kita sudah bisa arahkan diri agar terus mawas diri dan menyiapkan segala sesuatu sedini mungkin… siapkan perbekalan…. Yang nantinya kita jadikan modal menghadap sang Hakim yang Maha Adil lagi Bijaksana…. Tatkala semua amal akan ditanya, ditimbang dan diminta pertanggungan jawabnya… Allah Azza wa Jalla sudah ingatkan kita akan hal itu dengan firmanNya : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ Hai orang-orang yang beriman, bertaqwalah kepada Allah dan hendaklah setiap diri memperhatikan apa yang telah diperbuatnya untuk hari esok (akhirat). (QS. Al Hasyar 59/18). Jama’ah sholat id yang dirahmati Allah… saudara-saudaraku seiman seakidah….. Detik-detik itu pasti menghampiri kita, maka sudah menjadi kewajiban kita untuk memperbanyak taubat kepada Allah Azza wa Jalla dan amal shalih. Setiap kita ingin mendapat akhir yang baik (husnul khatimah) dan berharap mendapat panggilan yang indah kala ajal tiba dan malaikat maut menjemput. Menjadi jiwa yang ridha kepada Allah dan diridhai Allah di dunia dan akhirat. Seruan itu menjadi idaman setiap insan yang beriman, panggilan yang memberi ketenangan dan kebahagiaan, sebagaimana firmanNya : يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ [٨٩:٢٧] ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً [٨٩:٢٨] فَادْخُلِي فِي عِبَادِي [٨٩:٢٩] وَادْخُلِي جَنَّتِي [٨٩:٣� ] 27. Hai jiwa yang tenang. 28. Kembalilah kepada Tuhanmu dengan hati yang puas lagi diridhai-Nya. 29. Maka masuklah ke dalam jama’ah hamba-hamba-Ku, 30. Masuklah ke dalam syurga-Ku. (QS.Al-fajr 89/27-30) Saudaraku, semoga kita senantiasa bisa memulai sesuatu dengan kebaikan dan mengakhirinya dengan kebaikan pula. Salah seorang sahabat nabi Mu’adz bin Jabal radhiyallahu ‘anhu diantara wasiat yang disampaikan kepada putranya : يابني إذا صليت صل صلاة مودع ، لا تظن أنك تعود إليها أبداً واعلم يابني أن المؤمن يموت بين الحسنتين ، حسنة قدمها وحسنة أخرها . Wahai anakku, sholatlah seperti sholatnya orang yang akan berpisah (meninggal) dan jangan pernah engkau menyangka akan bisa kembali mengerjakannya setelah ini, ketahuilah anakku… tidaklah seorang mukmin mati melainkan kematiannya berada antara dua kebaikan : kebaikan yang telah dikerjakan dan kebaikan yang belum dikerjakan (ditinggalkan)… Saudaraku…. Semoga Allah senantiasa memberikan taufiqNya kepada kita, memudahkan semua urusan kita, menjadikan kita hamba yang gemar bertaubat, dan selalu ingat akan kematian sang penghancur kelezetan dan kenikmatan… Akhirnya marilah kita berdo’a memohon kepada Allah, semoga Allah mengabulkan do’a kita….. رَبَّنَا اغْفِرْلَنَا وَلِوَالِدِيْنَاوَارْحَمْهُمَا كَمَارَبَّيَانَاصِغَارًا Ya Allah, ampunilah dosa kami dan dosa kedua orang tua kami, dan sayangilah mereka berdua sebagaimana mereka telah memelihara kami waktu kecil. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى Ya Allah, Kami memohon petunjuk, ketaqwaan, kesucian (dijauhkan dari hal-hal yang tidak halal/tidak baik) اللَّهُمَّ يَامُقَلِّبَ القُلُوْبِ ثَبِّتْ قُلُوْبَنَا عَلَى دِيْنِكَ،يَامُصَرِّفَ القُلُوْبِ صَرِّفْ قُلُوْبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ Ya Allah, yang membolak-balikkan hati, teguhkanlah hati kami pada agama-Mu, Wahai Rabb yang mengarahkan hati, arahkanlah hati kami untuk taat kepada-Mu اللَّهُمَّ أَصْلِحْ دِيْنَنَا الَّذِيْ هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّذِي فِيْهَا مَعَاشُنَا وَأَصْلِحْ آخِرَتَنَا الَّتِي إِلَيْهاَ مَعَادُنَاوَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِى كُلِّ خَيْرٍ وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ Ya Allah, perbaikilah agamaku yang ia merupakan benteng pelindung bagi urusanku. Dan perbaikilah duniaku yang ia menjadi tempat hidupku. Serta perbaikilah akhiratku yang ia menjadi tempat kembaliku. Jadikanlah kehidupan ini sebagai tambahan bagiku dalam setiap kebaikan, serta jadikanlah kematian sebagai kebebasan bagiku dari segala kejahatan. رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا “Ya Rabb kami, anugerahkanlah kepada kami isteri-isteri kami dan keturunan kami sebagai penyenang hati (kami), dan jadikanlah kami pemimpn bagi orang-orang yang bertaqwa”. رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ “Ya Rabb kami, janganlah Engkau jadikan hati kami condong kepada kesesatan sesudah Engkau beri petunjuk kepada kami, dan karuniakanlah kepada kami rahmat dari sisiMU; Sesungguhnya Engkau Maha pemberi (karunia)”. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ “Ya Rabb kami, kami telah menganiaya diri kami sendiri, dan jika Engkau tidak mengampuni kami dan memberi rahmat kepada kami, niscaya kami termasuk orang-orang yang merugi.” رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَاطَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ “Ya Rabb kami, janganlah Engkau hukum kami jika kami lupa atau melakukan kesalahan. Ya Rabb kami, janganlah Engkau bebankan kepada kami beban yang berat sebagaimana Engkau bebankan kepada orang-orang sebelum kami. Ya Rabb kami, janganlah Engkau pikulkan kepada kami apa yang tak sanggup kami memikulnya. Ma’afkanlah Kami; ampunilah Kami; dan rahmatilah kami. Engkaulah penolong/pelindung kami, Maka tolonglah kami terhadap kaum yang kafir.” رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ “Ya Rabb kami, berilah kami kebaikan di dunia dan kebaikan di akhirat dan lindungilah kami dari siksa neraka” وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ

Tuesday

Imam Tirmidzi


5. Sunan At Tirmidzi Kitab ini juga terkenal dengan nama Jami’ At Tirmidzi. At Tirmidzi rahimahullah menyusunnya berdasarkan dengan bab-bab fiqih. Beliau menjelaskan derajat shahih, hasan, atau dla’if setiap hadits pada tempatnya masing-masing dan menjelaskan sisi kelemahannya. Beliau juga menjelaskan ulama yang beliau ambil pendapatnya baik dari kalangan sahabat atau selainnya. Di akhir kitab tersebut, beliau menyusun sebuah kitab yang membahas tentang ilmu ’ilal dan dalamnya beliau mengumpulkan berbagai faedah yang penting. Beliau berkata, “Semua hadits yang terdapat dalam kitab ini dapat diamalkan. Sebagian ulama telah berdalil dengannya kecuali dua hadits, yaitu hadits Ibnu ‘Abbas أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ بِالْمَدِيْنَةِ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلاَ سَفَرٍ “Bahwasanya nabi shallallahu ‘alaihi wa sallam menjamak shalat Zhuhur dan ‘Ashar, Maghrib dan ‘Isya` di Madinah bukan karena takut dan bukan pula karena sedang safar.” Dan hadits (( إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوْهُ فَإِنْ عَادَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوْهُ )) “Jika seseorang minum khamer, cambuklah. Kemudian jika masih mengulang lagi pada kali yang keempat, bunuhlah.”[3] Dalam kitab ini terdapat berbagai faedah dalam bidang fiqih dan hadits yang tidak ada dalam kitab yang lain. Para ulama dari Hijaz, ‘Iraq dan Khurasan menilainya sebagai kitab yang bagus tatkala penyusunnya menyodorkan kitab ini kepada mereka. Ibnu Rajab berkata, “Ketahuilah bahwa At Tirmidzi mentakhrij (mengeluarkan) hadits shahih, hasan, dan gharib dalam kitabnya. Namun sebagian hadits gharib yang beliau takhrij berderajat munkar, khususnya dalam kitab Al Fadha`il. Meskipun demikian, pada umumnya hal itu beliau jelaskan. Setahu saya beliau tidak mentakhrij hadits dari perawi yang dituduh berdusta dan telah disepakati sebagai perawi yang tertuduh berdusta jika bersendirian dalam meriwayatkan hadits. Memang benar terkadang beliau mentakhrij hadits dari perawi yang hafalannya jelek (sayyiul hifzhi) dan dari perawi yang kebanyakan haditsnya lemah, tetapi biasanya beliau menjelaskan hal itu dan tidak mendiamkannya.” Latarbelakang Imam Tirmidzi At Tirmidzi adalah Abu ‘Isa, Muhammad bin ‘Isa bin Surah As Sulami At Tirmidzi. Beliau dilahirkan di Tirmidz -sebuah kota di ujung Jaihun- pada tahun 209 H. Beliau berkeliling ke seluruh negeri dan mendengar hadits dari penduduk Hijaz, ‘Iraq, dan Khurasan. Para Ulama Sepakat Atas KeImaman Beliau Para ulama sepakat atas keimaman dan kemuliaan beliau. Bahkan, Al Bukhari pun bersandar pada periwayatannya dan mengambil riwayat darinya padahal Al Bukhari merupakan salah satu gurunya. Beliau meninggal pada tahun 279 H dalam usia 70 tahun. Beliau menghasilkan karya-karya yang sangat bermanfaat dalam bidang ‘ilal dan selainnya. Semoga Allah melimpahkan rahmat-Nya dan memberinya balasan yang lebih baik.

Sunday

البَيَان في حكم

البَيَان في حكم التغنِّي بالقرآن «دراسة في ضرورة تحسين الصوت والتطريب بالقراءة » د.بشار عواد معروف الأستاذ بكلية الآداب بجامعة بغداد ورئيس جامعة صدام للعلوم الإسلامية مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لـه، ومن يضلل فلا هادي لـه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه وأشهد أن سيدنا وإمامنا وقدوتنا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله، ورضي عن صحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فالقرآن العظيم هو كتاب الله الدال عليه لمن أراد معرفته وطريقه الموصلة لسالكها إليه، ونوره المبين الذي أشرقت لـه الظلمات، ورحمته المهداة التي بها صلاح جميع المخلوقات، والسبب الواصل بينه وبين عباده إذا انقطعت الأسباب، وبابه الأعظم الذي منه الدخول فلا يُغلق إذا غُلِّقت الأبواب، وهو نور البصائر من عماها وشفاء الصدور من أدوائها وجواها، وحياة القلوب، ولذة النفوس، وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، والمنادي بالمساء والصباح، يا أهل الفلاح حي على الفلاح( ). /65/ وظل العلماء مع امتداد رقعة الإسلام وتوالي الأيام يسعون إلى استخراج كنوزه وإثارة دفائنه، وصرف العناية إليه والعكوف بالهمة عليه، يتلونه فيزيدهم إيمانًا وطمأنينة، لقد كانوا كما وصفهم الله تعالى في قولـه:  إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ( )، وقولـه تعالى:  اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ  ( ) . ومعلوم أن تزيين قراءة القرآن الكريم وتحسين الصوت بها، والتطريب عند القراءة وقع في النفوس، وأدعى إلا استمتاع والإصغاء إليه، ففيها تنفيذ للفظ القرآن إلى الأسماع، ومعانيه إلى القلوب، وذلك عون على المقصود، وهو بمنزلة الحلاوة التي تُجعل في الدواء لتنفيذه إلى موضع الداء، وبمنزلة الأفاوية والطيب الذي يجعل في الطعام، تكون الطبيعة أدعى لـه قبولاً( ). وقد اختلف العلماء في قراءة القرآن بالألحان منذ القديم إلى يوم الناس هذا، فنص على كراهتها الإمامان أحمد بن حنبل ومالك بن أنس، ورويت هذه الكراهة عن أنس بن مالك -بسند ضعيف كما سيأتي- وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، والقاسم بن محمد، والحسن /66/ البصري، ومحمد بن سيرين، وإبراهيم النخعي، وتابعهم القرطبي وغيره. وأجاز آخرون رفع الصوت في قراءة القرآن والجهر والتطريب والتغني به، لأنه أوقع في النفوس وأسمع في القلوب، وهم: أبوحنيفة وأصحابه، والشافعي، وعبدالله بن المبارك، والنضر بن شُمَيْل، وأبوجعفر الطبري، وأبوالحسن بن بَطّال، وأبوبكر بن العربي، وابن قيم الجوزية. وروي ذلك عن عمر بن الخطاب، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عباس، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم( ). وامتد هذا الخُلف حتى وصل إلى عصرنا هذا، فكتب فيه من كتب كارهًا مانعًا أو مجوزًا، فممن منعوه وتشددوا في المنع العلامة الشيخ محمد أبوزهرة( ) وغيره، وممن جوزوه الشيخ رشيد رضا( )، والسيد لبيب السعيد( )، والدكتور أحمد عبدالمنعم البهي( ) وغيرهم. وإذا كان بعض الأقدمين قد كرهه استنادًا إلى فهمهم لبعض كلمات أو عبارات وردت في بعض الأحاديث، وخوفهم من أن بعض القراءات /67/ بالألحان قد تؤدي إلى همز ما ليس بمهموز، ومد ما ليس بممدود وترجيع الألف الواحد ألفات، والواو واوات، والياء ياءآت، فيؤدي ذلك إلى زيادة في القرآن، فإن بعض المُحْدَثين -مما يؤسف عليه- ذهبوا إلى محاولة نفي الأحاديث الصحيحة الثابتة عن المصطفى ، واستدلوا بأحاديث ضعيفة وبنوا أحكامهم عليها، وهذه -كما هو معلوم- بَلية كبيرة نسأل الله سبحانه أن يجنبنا إياها، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. ومعلوم أن مثل هذه الأمور إنما تثبت أو تُنْفَى بالرجوع إلى سنة المصطفى  ومعرفة صحيحها من سقيمها، ودراسة الأحاديث والأدلة التي استند إليها الفريقان، فقد أمر الله -- في محكم كتابه العزيز بطاعة رسوله محمد  أمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، وسفيره بينه وبين عباده، وقرن طاعة رسوله بطاعته في العديد من الآيات الكريمة ( )، كما ذكر هذه الطاعة مفردة في العديد من الآيات الكريمات أيضًا( ). فليس لمؤمن أن يختار شيئًا بعد أمره ، بل إذا أمَرَ فأمره خَتْمٌ، وإنما الخِيَرَة في قول غيره إذا خَفِيَ أمرُه، وكان ذلك الغيرُ من أهل العلم به وبسنته، فبهذه الشروط -عندئذٍ- يكون قول غيره سائغ الاتباع لا واجب الاتباع، فلا يجب على أحد اتباع قول أحد سواه بل غايته أنّه يسوغُ لـه اتباعُه، ولو ترك الأخذ بقول غيره، لم يكن عاصيًا لله ورسوله. ومما يؤسف عليه أن الأحاديث الضعيفة والموضوعة أصبحت تدور /68/ على ألسنة الكثرة الكاثرة من المدرسين الخطباء والوعاظ والمؤلفين، بل أن كثيرًا من كبار الفقهاء يبني أحكامه على أحاديث ضعيفة لا تثبت عن الرسول ، ولا يتحرج برد أحاديث أخرجها البخاري ومسلم، وتزداد البلية حينما يتلقاها عنهم الناس -ثقة بهم وركونًا إليهم- فيعتدون بها أو بما يستفاد منها، فيؤدي كل ذلك إلى أضرار كبيرة في جوانب من الأمور الاعتقادية والعبادية والسلوكية والفكرية والاجتماعية، ويترك آثارًا سيئة وانحرافات خطيرة وتشويه لحقائق الإسلام ومقاصده النبيلة. وهذه الفائدة الجليلة والحقيقة الناصعة نبه إليها الإمام مسلم بن الحجاج القشيري -رحمه الله- قبل مِئين من السنين، حينما قال في مقدمة صحيحه: « فلولا الذي رأينا من سوء صنيع كثير ممن نصب نفسه محدثًا فيما يلزمهم من طرح الأحاديث الضعيفة والروايات المنكرة، وتركهم الاقتصار على الأحاديث الصحيحة المشهورة مما نقله الثقات المعروفون بالصدق والأمانة بعد معرفتهم وإقرارهم بألسنتهم أن كثيرًا مما يقذفون به الأغبياء من الناس هو مستنكر ومنقول عن قوم مرضيين ممن ذم الرواية عنهم أئمة الحديث » ثم قال -رحمه الله-: « واعلم وفقك الله تعالى أن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الروايات وسقيمها وثقات الناقلين لها من المتهمين أن لا يروي منها إلا ما عرف صحة مخارجه والستارة في ناقليه، وأن يتقي منها ما كان منها عن أهل التهم والمعاندين من أهل البدع »( ). /69/. وقد وفقني الله -- إلى دراسة الأحاديث الواردة في هذا الموضوع، فثبت عندي من حديثه  -بحمد الله ومَنّه- ضرورة تحسين الصوت والتطريب والتغني بالقراءة للقرآن الكريم، ولم يثبت عندنا حديث واحد في منع ذلك أو كراهته مما يمكن أن ترد به تلك الأحاديث الصحيحة الثابتة. فأحببت أن ينتفع بذلك إخواني من محبي كتاب الله والإنصات إليه والحنين إلى سماعه، فضلاً عما سأسوقه من أقوال الصحابة والتابعين وأدلة العلماء المتشبعين بسنة المصطفى ، وما أبينه من العلل في الأحاديث المنسوبة على رسول الله  التي استدل بها بعض العلماء في النكير على من جَوّز ذلك، وإليك دلالات ذلك: الدليل الأول: أخرج أحمد( ) في مسنده، والبخاري( ) ومسلم( ) في صحيحيهما، والنسائي( ) في السنن من حديث أبي هريرة -- قال: قال رسول الله : « لم يأذَنِ الله لشيء ما أَذِنَ لنبيٍّ أن يتغني بالقُران » /70/. وقد اختلف العلماء في معنى قولـه  « يتغنى » على وجهين رئيسين: أ- الاستغناء به، وهو من الاستغناء الذي ضد الافتقار، لا من الغِناء، يقال: تغنيت وتغانيت بمعنى استغنيت، وتغانوا: أي استغنى بعضهم عن بعض. وإلى هذا التأويل ذهب سفيان بن عيينة، كما صَرَّح به البخاري( ) وغيره، إذ قال بعد أن ساق هذا الحديث من طريق سفان عن الزهري، قال: قال سفيان: تفسيره يستغني به. وكان يقول في حديث: « ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن » ( ): ليس منا من لم يستغن بالقرآن عن غيره، ولم يذهب إلى الصوت( ). ونصره في ذلك أبوعبيد القاسم بن سلام، فقال: وهذا جائز فاش في كلام العرب، تقول: تَغنَّيت تغنيًا بمعنى استغنيت وتغانيت تغانيًا أيضًا، واستدل بقول الأعشى( ): وكنت امْرءاً زمنًا بالعراق عفيف المُنَاخِ طَويلَ التَّغَنْ كما استدل بقول الشاعر( ): /71/. كِلانا غَنِيًّ عن أخيه حَياتَهُ ونحن إذا متنا أشد تَغَانيا وبهذا أيضًا قال وكيع بن الجراح ولعله اختيار محمد بن إسماعيل البخاري لإتباعه ترجمة الباب( ) بقولـه تعالى:  أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ( ). وقال أبوالعباس ثعلب: « الذي حصلناه من حفاظ اللغة في قولـه  « كأذَنه لنبي يتغنى بالقرآن » أنه على معنيين على الاستغناء، وعلى التطريب، قال الأزهري: فمن ذهب به إلى الاستغناء فهو من « الغِنَى » مقصورة، ومن ذهب إلى التطريب فهو من « الغِناء » الصوت، ممدود( ). ب- تحسين الصوت، والتحزن به، والتلذذ والاستحلاء، كما يستلذ أهل الطرب بالغناء، فأطلق عليه تغنيًا من حيث أنه يفع عنده ما يفعل عند الغناء، كما سيأتي مفصلاً وتفسير سفيان بن عيينة ومن تابعه مردود من عدة وجوه نذكر منها ما يتيسر: 1- إنّ مسلم بن الحجاج أخرج في صحيحه هذا الحديث بلفظ آخر صَرّح فيه بحسن الصوت، فقال: حدثني بشر بن الحكم، قال: حدثنا عبدالعزيز بن محمد، قال: حدثنا يزيد وهو ابن العاد، عن محمد بن إبراهيم (التيمي) عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أنه سمع رسول /72/ الله  يقول: « ما أذن الله لشيء ما أذِنَ لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به »( ). 2- وروى عبدالأعلى، عن معمر، عن الزهري في حديث الباب بلفظ: « ما أذن لنبي في الترنم في القرآن » أخرجه الطبري. وعنده في روياة عبدالرزاق عن معمر، عن الزهري: « ما أذِنَ لنبي حسن الصوت » -أي كما أوردناه من صحيح مسلم. ووقع عند ابن أبي داود والطحاوي من رواية عمرو بن دينار، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: « حسن الترنم بالقرآن »( ). قال الطبري: ومعقول عند ذي الحجا أن الترنم لا يكون إلا بالصوت إذا حَسَّنه المترنُم وطَرَّبَ به( ). 3- وأخرجه البخاري( ) هذا الحديث في موضع آخر، ومسلم( )، من حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة أنه سمع النبي  يقول: « ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به ». وأخرج البخاري( ) في موضع آخر من صحيحه من طريق الليث، عن عُقيل، عن الزهري، عن أبي سلمة، عبارة « يجهر به » /73/ خارجة عن قول النبي ، فقال إثر روايته الحديث: « وقال صاحب لـه: يُريد يجهر به ». قال الحافظ ابن حجر: فإنها إن كانت مرفوعة قامت الحجة، وإن كانت غير مرفوعة فالراوي أعرف بمعنى الخبر من غيره لاسيما إذا كان فقيهًا. وقد جزم الحليمي أنها من قول أبي هريرة، والعرب تقول: سمعت فلانًا يتغنى بكذا أي يجهر به، ومنه قول ذي الرمة: أحب المكان القفر من أجل أنني به أتغنى باسمها غير معجم أي أجهر ولا أكني( ). وقال الطبري: وهذا الحديث من أبين البيان أن ذلك كما قلنا، ولو كان كما قال ابن عيينة -يعني: يستغني به عن غيره- لم يكن لذكر حسن الصوت والجهر به معنى. والمعروف في كلام العرب أن التغني إنما هو الغناء الذي هو حسن الصوت بالترجيع، قال الشاعر( ): تَغَنَّ بالشعر إما كُنتَ قائلَهُ إن الغِناء لهذا الشعر مِضْمار( ) 4- وسُئِل الشافعي -رحمه الله- عن تأويل ابن عيينة، فقال: نحن أعلم بهذا، لو أراد به الاستغناء، لقال: لم يستغن بالقرآن، ولكن لما قال: يتغنى بالقرآن، علمنا أنه أراد به التغني( ). /74/. 5- وقال عمر بن شيبة: ذكر لأبي عاصم النبيل -الضحاك بن مَخْلد- تأويل ابن عُيينة، فقال: لم يصنع ابن عيينة شيئًا( ). 6- وممن أنكر تفسير يتغنى بيستغني أيضًا الإسماعيلي، فقال: الاستغناء به لا يحتاج إلا استماع لأن الاستماع أمر خاص زائد على الاكتفاء به. وأيضًا: فالاكتفاء به عن غيره أمر واجب على الجميع، ومن لم يفعل ذلك خرج عن الطاعة. ثم ساق الإسماعيلي من وجه آخر عن ابن عيينة قال: « يقولون إذا رفع صوته فقد تغنى »( ). 7- قال الطبري: وأما ادعاء الزاعم أن تغنيت بمعنى استغنيت فاش في كلام العرب فلم نعلم أحدًا قال به من أهل العلم بكلام العرب. وأما احتجاجه لتصحيح قولـه بقول الأعشى: وكنت امرءًا زمنا بالعراق عفيف المناخ طويل التَّغَنْ وزعم أنه أراد بقولـه: طويل التغني: طويل الاستغناء، فإنه غلط منه وإنما عنى الأعشى بالتغني في هذا الموضع: الإقامة، من قول العرب: غني فلان بمكان كذا: إذا أقام به، ومنه قولـه تعالى:  كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ( )، واستشهاده بقول الآخر: كَلانا غَني عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا فإنه إغفال منه؛ وذلك لأن التغاني تفاعل من تَغنَّى: إذا استغنى /75/ كل واحد منهما عن صاحبه، كما يقال: تضارب الرجلان، إذا ضرب كل واحد منهما صاحبه، وتشاتما، وتقاتلا. ومَن قال: هذا فعل اثنين لم يجز أن يقول مثله في فعل الواحد، فيقول: تغانى زيد، وتضارب عمرو، وذلك غير جائز أن يقول: تغنى زيد بمعنى استغنى، إلا أن يريد به قائله أنه أظهر الاستغناء، وهو غير مستغن، كما يقال: تجلَّد فلان: إذا أظهر جَلَدًا من نفسه وهو غير جليد، وتشجَّعَ، وتَكَرَّم؛ فإن وَجّه موجَّه التغني بالقرآن على هذا المعنى على بُعده من مفهوم كلام العرب، كانت المصيبة في خطئه في ذلك أعظم، لأنه يُوجب على من تأوله أن يكون الله تعالى ذِكُره لم يأذن لنبيه أن يستغني بالقرآن، وإنما أذِنَ لـه أن يُظهر من نفسه لنفسه خلاف ما هو به من الحال، وهذا لا يخفى فساده( ). 8- وقال الطبري أيضًا: ومما يُبين فساد تأويل ابن عيينة أيضًا أن الاستغناء عن الناس بالقرآن من المحال أن يوصف أحد به أنه يؤذن لـه فيه أو لا يؤذن، إلا أن يكون الأذن عند ابن عيينة بمعنى الإذن الذي هو إطلاق وإباحة( )، وإن كان كذلك، فهو غلط من وجهين، أحدهما: من اللغة، والثاني: من إحالة المعنى عن وجهه. أما اللغة، فإن الأذن مصدر قولـه أذن فلان لكلام فلان، فهو يأذن لـه: إذا استمع وأنصت /76/، كما قال تعالى: وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ( )، بمعنى: سمعت لربها وحُقَّ لها ذلك، كما قال عدي بن زيد: إن همي في سَمَاع وأَذَن( ). بمعنى: في سماع واستماع. فمعنى قولـه: « ما أذن الله لشيء » إنما هو: ما استمع الله لشيءٍ من كلام الناس ما استمع لنبي يتغنى بالقرآن. وأما الإحالة في المعنى، فلأن الاستغناء بالقرآن عن الناس غير جائز وصفه بأنه مسموع ومأذون لـه( ). 9- ومع أن الحافظ ابن حجر حاول جاهدًا الدفاع عن تفسير سفيان بن عيينة ومن تابعه، لكنه لم ينكر أيضًا أنه أيضًا بمعنى تسحين الصوت به والجهر والترنم عن طريق التخزين لتظافر ظواهر الأخبار الصحيحة على ترجيح هذا المعنى، فقال: « والحاصل أنه يمكن الجمع بين أكثر التأويلات المذكورة، وهو أنه يُحَسِّن به صوته جاهرًا به مترنمًا على طريق التحزن، مستغنيًا به عن غيره من الأخبار، طالبًا به غنى النفس، راجيًا به غنى اليد، وقد نظمتُ ذلك في بيتين: تَغَنَّ بالقرآن حَسِّن به الصوت حزينًا جاهرًا رنم /77/ واستغن عن كتب الأُلى طالبًا غنى يد والنفس صم الزم( ) 10- وإذا جمعت هذه الآراء والتأويلات إلى الأحاديث الصحيحة التي سوف نسوقها بعد قليل تبيّن صحة تأويل( ) من قال أنه بمعنى تحسين الصوت والتطريب والغناء المعقول الذي هو تحزين القارئ سامعَ قراءته كما أن الغناء بالشعر هو الغناء المعقول الذي يطرب سامعه. الدليل الثاني: أخرج أحمد( ) في مسنده، والبخاري( ) ومسلم( ) في صحيحها، وأبوداود( ) في السنن من حديث عبدالله بن مغَفَّل --، قال: « رأيت النبي  يقرأ وهو على ناقته -وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح- أو من سورة الفتح- قراءة لينة، يقرأ وهو يرجع ». وبين عبدالله بن مُغَفَّل -- كيفية ترجيعه وأنه آ آ آ ثلاث مرات، قال شعبة عن معاية بن قرة المُزني راوي الحديث عن عبدالله بن مغفل: ثم قرأ معاوية، يحكي قراءة ابن مُغَفَّل، وقال: لولا أن يجتمع /78/ الناس عليكم لرجعتُ كما رَجَّع ابن مُغَفَّل، يحكي النبي . فقلت لمعاوية: كيف كان ترجيعه قال: « آ آ آ ثلات مرات ». أخرجه البخاري( ) ومسلم( ) في صحيحيهما. وزعم القرطبي أن ذلك مجموع على إشباع المد في موضعه، ويحتمل أن يكون حكاية صوته عند هز الراحلة، كما يعتري رافع صوته إذا كان راكبًا من انضغاط صوته وتقطيعه لأجل هز المركوب، وإذا احتمل هذا فلا حجة فيه( ). وهذا الذي ذهب إليه القرطبي -رحمه الله- مردود بمن هو أفضل منه في فهم حديث رسول الله ، قال العلامة ابن القَيّم: « أن هذا الترجيع منه  كان اختيارًا لا اضطراراً لهز الناقة لـه، فإن هذا لو كان لأجل هز الناقة لما كان داخلاً تحت الاختيار، فلم يكن عبدالله بن مُغَفَّل يحكيه ويفعلُه اختيارً ليُؤتسى به، وهو يرى هز الراحلة لـه حتى ينقطع صوتًه، ثم يقول: كان يُرَجِّع في قراءته، فنسب الترجيع إلى فعله، ولو كان من هز الراحلة، لم يكن منه فعل يسمى ترجيعًا »( ). وقال الحافظ ابن حجر متعقبًا القرطبي: وهذا فيه نظر، لأن في /79/ رواية علي بن الجعد عن شعبة عند الإسماعيلي: « وهو يقرأ قراءة لينة، فقال: لولا أن يجتمع الناس علينا لقرأت ذلك اللحن » وكذا أخرجه أبوعبيدة في « فضائل القرآن » عن أبي النضر، عن شعبة( ). الدليل الثالث: أخرجه البخاري( )، ومسلم( )، والترمذي( )، من حديث أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري -- قال: قال رسول الله  لأبي موسى: « لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود ». وأخرج البيهقي ( ) بإسناد مسلم نفيه « داود بن رشيد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا طلحة، عن أبي بردة، عن أبي موسى » زيادة أنه قال لرسول الله  « لو علمت لحبرته لك تحبيرًا » وقد نص البيهقي على أن هذه هي رواية مسلم، ومع أن الزيادة ليست فيه، فهي زيادة صحيحة لورودها بالإسناد نفسه، فكأنما مسلمًا اقتصر منه على ما ذكر. وأخرجها ابن سعد أيضًا من حديث أنس بإسناد على شرط مسلم، وفيها: وكان حلو الصوت( ). /80/. قال الخطابي: قولـه « آل داود » يريد داود نفسه، لأنه لم ينقل أن أحدًا من أولاد داود ولا من أقاربه كان أعطي من حسن الصوت ما أعطي( ). وداود -- إليه المنتهى في حسن الصوت بالقراءة. وفي هذا الحديث شبه  حسن الصوت وحلاوة نغمته بصوت المزمار، وأصل الزمر: الغناء، قال النووي: قال العلماء: المراد بالمزمار هنا الصوت الحسن. وأصله الآلة أطلق اسمه على الصوت للمشابهة( ). الدليل الرابع: أخرج مالك( ) في الموطأ، وأحمد( ) في مسنده، والحميدي( )، والبخاري( )، ومسلم( ) في صحيحيهما، وابن ماجه( ) وأبوداود( ) /81/ والترمذي( ) والنسائي( ) في سننهم، وابن خزيمة( ) في صحيحه من حديث البراء بن عازب، قال: « سمعت النبي  يقرأ في العشاء بالتين والزيتون، فما سمعت أحدًا أحسن صوتًا منه » قال الحافظ ابن حجر: ومراده منه هنا: بيان اختلاف الأصوات بالقراءة من جهة النغم( ). الدليل الخامس: أخرجه البخاري ( ) في التوحيد من حديث أبي هريرة --، قال: قال رسول الله : « ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن ». وهذا الحديث أخرجه أبوداود( ) في الصلاة من حديث أبي لبابة، بسند قوي، وأخرجه أحمد( ) وأبوداود( ) بإسناد صحيح من حديث سعد بن أبي وقاص. وأخرجه البيهقي( ) بسنده إلى الربيع بن سليمان، قال: سمعت /82/ الشافعي يقول: ليس منا من لم يتغن بالقرآن. فقال لـه رجل: ليستغني به. فقال: لا، ليس هذا معناه، معناه: يقرؤه حَدْوًا وتحزينًا. وذكر أبوداود في روايته أن عبدالجبار بن الورد قال لابن أبي مليكة عند روايته للحديث: يا أبا محمد أرأيت أن لم يكن حسن الصوت؟ قال: يُحَسِّنه ما استطاع. وقال أبوسعيد ابن الأعرابي في هذا الحديث: كانت العرب تتغنى بالركباني إذا ركبت وإذا جلست في الأفنية وعلى أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب النبي  أن تكون هِجّيراهم بالقرآن مكان التغني بالركباني( ). الدليل السادس: عن فَضَالة بن عُبيد، قال: قال رسول الله : « لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنَا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن، يَجْهَر به، من صاحب القَنْة إلى قينته » والقينة: المغنية. قلت: هذا حديث صحيح أخرجه أحمد( )، وابن ماجه ( ) من طريق الوليد بن مسلم، قال حديثنا الأوزاعي، قال حدثنا إسماعيل بن عُبيدالله عن ميسرة مولى فضالة، فذكره /83/. وقد صَرّح الوليد بن مسلم بالسماع من الأوزاعي، فهو ثقة عند تصريحه، وإسماعيل ثقة، وميسرة مولى فضالة وثقه ابن حبان، وذكره أبوزرعة الدمشقي في الطبعة العليا التي تلي الصحابة، ولم نجد فيه جرحًا. وأيضًا فهو متابع عليه، فقد أخرج البيهقي( ) من طريق العباس بن الوليد بن مزيد، وهو صدوق، عن أبيه، وهو ثقة ثبت، عن الأوزاعي، به، ولكن ليس فيه (عن ميسرة) فرواه عن فضالة بن عبيد مباشرة، وفي سماعه منه نظر كما قال المزي في تهذيب الكمال( )، على أن المتن صحيح لما ذكرنا أولاً، وإن سقط اسم ميسرة من مسند أحمد، فهو في الأصل، كما نص على ذلك الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد والسنن( ). كما حققناه في مسند فضالة بن عبيد من كتابنا المسند الجامع( ). الدليل السابع: أخرج أحمد( ) في مسنده، والدارمي( ) في سننه، والبخاري في /84/ خلق أفعال العباد( )، وأبوداود( )، وابن ماجه( )، والنسائي( ) في سننهم، وابن حبان( ) في صحيحه، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي من حديث البراء بن عازب أن رسول الله  قال: « زينوا القرآن بأصواتكم ». وهو حديث صحيح( ) ومعناه تحسين الأصوات عند القراءة، فإن الكلام الحسن يزيد حُسنًا وزينة بالصوت الحسن، وهو أمر مشاهد. ولكن لما رأى بعضهم أن القرآن أعظم من أن يُحَسّن بالصوت، بل الصوت أحق بأن يُحَسَّن بالقرِآن، قال: معناه زينوا أصواتكم بالقرآن، وزعم بعضهم أنه من باب القلب، فقد رواه معمر عن منصور، عن طلحة: زينوا أصواتكم بالقرآن. على أن الأمر بالتزيين -كما أورده القرطبي عن بعضهم( )- هو اكتساب القراءات وتزيينها بأصواتنا، وتقدير ذلك: أي زينوا القراءة بأصواتكم فيكون القرآن بمعنى القراءة، كما قال تعالى:  وَقُرْآنَ /85/ الْفَجْرِ  ( ) أي قراءة الفجر، وقولـه تعالى:  فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ  ( ) أي: قراءته. ومع أن البخاري علّق هذا الحديث في كتاب التوحيد من صحيحه ( ) لإثبات كون التلاوة فعل العبد فيدخلها التزيين والتحسين والتطريب من فعل القارئ وتتصف بما تتصف به الأفعال، فإنه يدل في الوقت نفسه على جواز التزيين والتحسين والترجيع والتطريب، فالمراد واحد إن شاء الله. الدليل الثامن: وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه( )، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا موسى بن عُلَيّ بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله : « تعلموا القرآن، وغَنّوا به، واكتبوه، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصِّيا من المخاض من العُقُل ». قال بشار: هذا حديث صحيح، رجاله رجال مسلم، زيد بن الحُباب، هو أبوالحسن التميمي العُكلي وثقه الأئمة: يحيى بن /86/ معين( )، وعلي بن المديني( )، والعِجلي( )، والدارقطني( )، وتكلم بعضهم في حديثه عن الثوري( )، فهو ثقة في غيره، خَبِر ابن عدي أحاديث فوجدها مستقيمة، وقال: وهو من أثبات مشايخ الكوفة ممن لا يُشك في صدقه»( ). وموسى بن عُلَي بن رباح اللخمي المصري، ثقة، وثقه البخاري( )، وابن سعد( )، ويحيى بن معين( )، وأحمد بن حنبل( )، والعجلي( )، وأبوحاتم الرازي( )، والنسائي( )، وابن /87/ حبان( )، والذهبي( )، وما أظن الحافظ ابن حجر أصاب حينما قال في التقريب: صدوق ربما أخطأ( ). أما أبوه عُلَي بن رباح فهو من ثقات التابعين المعروفين لا يحتاج إلى بيان. وأخرجه من طريق موسى بن عُلَيّ، عن أبيه: أحمد( )، والدارمي( )، والنسائي في « فضائل القرآن »( ) -واللفظ لـه-: « تعلموا القرآن وتَغَنوا به، واقتنوه، والذي نفسي بيده لـه أشد. تفلتا من المخاص في العُقُل ». وأخرجه أحمد( )، والنسائي في « فضائل القرآن »( )، من طريق قُباث بن رزين -وهو صدوق- عن عُلَيّ بن رباح، فتابع موسى في روايته عن أبيه /88/. وقد جاء في بعض الروايات مقتصرًا على قولـه: « واقتنوه » من غير قولـه « وتعنوا به » فقال قُباث: ولا أعلمه إلا قال: وتغنوا به( )، وفي رواية أخرى، قال( ): وحسبته قال: وتغنوا به. الدليل التاسع: أخرج أحمد( ) في مسنده، والبخاري في صحيحه( ) وفي خلق أفعال العباد( )، وأبوداود( )، وابن ماجه( )، والترمذي في الشمائل( )، والنسائي( ) من حديث قتادة، قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي ، قال: كان يمد مدًا، وفي رواية أخرى عن قتادة: سُئِل أنس: كيف كانت قراءة النبي ، فقال: كانت مدًا، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم( ). /89/. إضــاءة: وقد كان السلف يحبون الصوت الحسن ويطربون لقراءته، فتكون قراءته أوقع في قلوبهم وأحلى، قال: أبوعثمان النهدي: « ما سمعت مزمارًا ولا طنبورًا ولا صنجًا أحسن من صوت أبي موسى الأشعري، إن كان ليصلي بنا فنود أنه يقرأ البقرة من حسن صوته »( )، لذلك كان عمر بن الخطاب -- يقول لأبي موسى: ذكرنا ربنا، فيقرأ أبوموسى( ). وروي أن أسيد بن الحضير --، أحد النقباء الإثني عشر ليلة العقبة كان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن( ). وذكر حنظلة بن أبي سفيان عن عبدالرحمن بن سابط، عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: استبطأني رسول الله  ذات ليلة فقال: « ما حبسك؟ » قلت: إن في المسجد لأحسن من سمعت صوتًا بالقرآن، فأخذ رداءه وخرج يسمعه، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة، فقال: « الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك »( ). /90/. والمسلمون يستحبون البكاء وخشوع القلب عند سماع القرآن، قال تعالى:  خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا  ( ). وعقد البخاري في فضائل القرآن من صحيحه بابًا للبكاء عند قراءة القرآن( ). وقال العزالي: « يستحب البكاء مع القراءة وعندها، وطريق تحصيله أن يحضر قلبه الحزن والخوف يتأمل القارئ ما فيه من التهديد والوعيد والمواثيق والعهود، ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره، فيحزنه لا محالة، ويبكي »( ). وقال النووي: البكاء عند قراءة القرآن صفة العارفين وشعار الصالحين( ). وقال الحافظ ابن حجر ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم، لأن للتطريب تأثير في رقة القلب وإجراء الدمع( ). ومعلوم أنه لابد للنفس من طرب واشتياق إلى الغناء فعوضت عن طرب الغناء بطرب القرآن، كما عوضت عن كل محرم ومكروه بما هو خيرٌ لها منه، وكما عوضت عن الاستقسام بالأزلام بالاستخارة التي هي محض /91/ التوحيد والتوكل، وعن السفاح بالنكاح، وعن القمار بالمراهنة بالنضال وسباق الخيل، وعن السماع الشيطاني بالسماع الرحماني القرآني، ونظائره كثيرة جدًا. وقد أحب الناس للمصحف المكتوب أن يكون جميل الخط، وبذل المسلمون في هذا جهودًا باهرة ضخمة، ولا شك أن الحاجة إلى تجميل القراءة وتحسين الصوت ليست أدنى من الحاجة إلى تجميل الكتابة، فكلها تؤدي إلى غاية واحدة. وغني عن البيان أن نؤكد هنا -ونحن نتكلم على جواز تحسين الصوت والتطريب والتغني بالقراءة للقرآن الكريم- أن المقصود بها التطريب من القارئ نفسه، لا تلك الدعوة الآثمة التي نادى بها البعض ودعا أن تكون القراءة بالتلحين مع أنغام الموسيقى( )، فهذه الدعوى لا تستند إلى أي أساس من الدين، ولا كادت أن تتجاوز جناحر الذين نادوا بها، ولم تلق رواجًا ولا نصيبًا من الظهور بحمد الله، لأنها أرادت الخروج بالقراءة عن قصدها والمراد منها. وكذلك الدعوة إلى وضع تلحين /92/ موحد للقراءة يلتزمونه في القراءة باللحن لأن كل قارئ لـه طبيعة صوته وطريقته في الأداء، والقرآن الكريم ليس أغنية حتى نلتزم في قراءته لحنًا معينًا. أما المانعون فاستدلوا بأحاديث لا تثبت عن المصطفى ، منها: 1- ما قيل إن حذيفة بن اليمان روي عن النبي  أنه قال: « اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكمُ ولحونَ أهلِ الكتاب والفِسْق، فإنه سيجيء من بعدي أقوام بُرَجِّعون بالقرآن ترجيع الغناء والنَّوح، لا يجاوز حناجرَهُم، مفتونةٌ قُلُوبُهم، وقلوبُ الذين يَعْجِبُهُم شأنهم ». رواه أبوالحسن رزين في تجريد الصحاح، ورواه أبوعبدالله الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، واحتج به القاضي أبويعلى في "الجامع" وأخرجه الطبراني في "الأوسط"، والبيهقي في "شعب الإيمان" من حديث بقية بن الوليد، عن الحُصين الفزاري، عن أبي محمد، عن حذيفة( ). قلت: لا يَصُح، فبقية يدلس عن الضعفاء، وقد عنعن، والحصين بن مالك الفزاري ليس بمعتمد، قال الذهبي في الميزان: « الحصين بن مالك الفزاري، عن رجل، عن حذيفة « اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ». تفرد عن بقية، ليس بمعتمد، والخبر منكر( )، وأبومحمد مجهول، ففيه ثلاث علل ». 2- واستدلوا بحديث عابس بن عبس الغفاري في شرائط الساعة فذكر أشياء منها: « أن يُتَّخَذَ القرآنُ مزامير يُقَدِّمون أحَدَهم ليس بأقرئِهم ولا أفضلهم ما يُقَدِّمونه إلا ليُغَنِّيهُم غناءً ». أخرجه أحمد( ) في مسنده من حديث شريك، عن أبي اليقظان عثمان بن عمير، عن زاذان، عن عُلَيْم( )، عن عابس وسنده ضعيف لضعف أبي اليقظان( ). وأخرجه الطبراني( ) وابن شاهين من طريق موسى الجهني عن زاذان، قال: كنت مع رجل من أصحاب النبي  يقال لـه عابس أو ابن عابس.. وذكر الحديث من غير ذكر عُلَيْم، ولم يضبط الصحابي. ومدار الحديث على زاذان، وهو متكلم في عقيدته، كان كثير الكلام، كما في ضُعفاء العقيلي( ) والتهذيب( ) وغيرهما وأيضًا: فإنني لم أجد أحدًا من أهل العلم ذكر أن موسى الجهني /94/ قد روى عن زاذان( )، فلا يحتج بمثل هذا الحديث المضطرب السند تجاه الأحاديث الصحيحة التي سقناها. 3- وقالوا: وقد منع النبي  المُؤَذِّن المطرِّب في أذانه من التطريب، واستدلوا بحديث أخرجه الدارقطني في سننه ( ) من حديث ابن عباس، قال: كان لرسول الله  مؤذن بُطَرِّب، فقال النبي : « إن الأذان سهلٌ سَمْح فإن كان أذانك سَهْلاً سَمْحًا، وإلاّ فلا تؤذن». قلت: هذا حديث ضعيف جدًا، ففي سنده إسحاق بن أبي يحيى الكعبي: ضَعّفهُ الدارقطني نفسه، وعَدّ الذهبي حديثه هذا عن ابن جريج من أوابده، وقال في الميزان: هالك يأتي بالمناكير عن الأثبات( ). 4- واستدلوا على كراهية أنسٍ بن مالك -- للتطريب بالقرآن ما روي عن زياد النميري أنه جاء مع القراء إلى أنس بن مالك فقيل لـه: اقرأ فرفع صوته وطَرَّب، وكان رفيع الصوات، فكشف أنس عن وجهه، وكان على وجهه خرقة سوداء فقال: يا هذا ما هكذا كانوا يفعلون، وكان إذا رأى شيئًا ينكره كشف الخرقة عن وجهه( ) /95/. ولم نعرف لهذا الخبر راويًا عن أنس غير زياد بن عبدالله النميري، فعليه مدار الحديث، وهو ضعيف، قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث( )، وقال أبوعبيد الآجري: سألت أبا داود عنه فضعفه( ). وقال أبوحاتم: « يُكتب حديثه ولا يُحتج به( )، وذكره ابن حبان في كتابه "الثقات" أولاً، وقال( ): يخطئ، ثم عاد فذكره في "المجروحين" وقال ( ): منكر الحديث يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، تركه يحيى بن معين ». وقال الدارقطني في السنن( ): ليس بالقوي. وضعفه الحافظان: الذهبي( ) وابن حجر( ) وكفاك بهما. /96/. القول الفصل: بعد كل هذا الذي قدمنا نرى من المفيد أن نقتبس خلاصة رأي واحد من أعاظم المحدثين الفقهاء ممن تشبعوا بالهدي النبوي وعرفوه حق معرفته، في هذه المسألة هو حافظ عصره ابن حجر العسقلاني، وهو خلاصة هذا البحث وهو الذي نعتقده ونؤمن به لما تحصّل عندنا من الأدلة. قال الحافظ ابن حجر: « والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسنًا فليحسنه ما استطاع كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث، وقد أخرج ذلك عنه أبوداود بإسناد صحيح. ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم، فإن الحَسَن الصوت يزداد حُسْنًا بذلك، وإن خرج عنها أَثَّر ذلك في حُسْنه، وغير الحَسَن ربما انجبَر بمراعاتها ما لم يخرج عن شَرْط الأداء المعتبر عند أهل القراءآت، فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء، ولعل هذا مستند من كرة القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى. الأنغام أن لا يراعي الأداء، فإن وُجِدَ من يراعيهما معًا فلا شك في أنه أرجح من غيره، لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حُرمة الأداء( ) /97/.

Kegigihan Imam al Bukhari Dalam Menimba Ilmu Hadith Rasulullah SAW


Imam Bukhari (w.256H) telah dilahirkan di Bukhara pada bulan Syawal tahun 194H. Dipanggil dengan Abu Abdillah. Nama lengkap beliau Muhammmad bin Ismail bin Al-Mughirah bin Bardizbah Al-Bukhari Al Ju’fi. Beliau digelar dengan al-Imam al- Hafiz atau Amirul Mukminin fi al-Hadis dan lebih dikenal dengan sebutan al-Imam Al Bukhari. Usaha beliau dalam menghimpun hadis-hadis sahih dalam kitabnya, Imam Bukhari menggunakan kaedah-kaedah penelitian secara ilmiah dan sah yang menyebabkan kesahihan hadis-hadisnya dapat dipertanggungjawabkan. 
Beliau berusaha sungguh-sungguh untuk meneliti dan menyelidiki keadaan para periwayat hadis, serta memperolehi secara pasti kesahihan hadis-hadis yang diriwayatkannya. Beliau senantiasa membanding-bandingkan hadis-hadis yang diriwayatkan, satu dengan yang lain, menyaringnya dan memilih matan mana yang menurutnya paling sahih. Sehingga kitabnya merupakan merupakan tolok ukur dan penyaring bagi hadis-hadis tersebut. Hal ini tercermin dari perkataannya sendiri: “Aku susun kitab Al-Jami’ ini yang dipilih dari 600.000 hadis selama 16 tahun.” Dan beliau juga sangat berhati-hati dalam setiap pengumpulannya, hal ini dapat dilihat dari pengakuan salah seorang muridnya bernama al-Firabri yang menjelaskan bahawa ia mendengar Muhammad bin Isma’il al-Bukhari berkata: “Aku menyusun kitab Al-Jami’ al-Sahih ini di Masjidil Haram, dan aku tidak memasukkan ke dalamnya sebuah hadis pun, kecuali setelah aku bersembahyang istikharah dua rakaat dan memohon kepada Allah terlebih dahulu dan sesudah itu, barulah aku meyakini bahawa hadis itu sememangnya benar-benar sahih.” Maksud pernyataan itu ialah bahawa Imam Bukhari mulai menyusun bab-babnya dan dasar-dasarnya di Masjidil Haram secara sistematik, kemudian menulis pendahuluan dan pokok-pokok bahasannya di Raudhah tempat di antara makam Nabi SAW dan mimbar Masjid Nabawi. Setelah itu, ia mengumpulkan hadis-hadis dan menempatkannya pada bab-bab yang sesuai.Pekerjaan ini dilakukan di Mekah dan di Madinah dengan tekun dan cermat, menyusunnya selama 16 tahun. Usaha sebegitu, menjadikan kitabnya antara yang terlengkap bagi bidang tersebut, dan nilainya pula tidak terdapat pada kitab lain.
 Oleh itu, tidaklah menghairankan bila kitab itu mempunyai kedudukan tinggi dalam hati para ulama. Maka sungguh tepatlah ia mendapat jolokan sebagai “Kitab hadis Nabi yang paling Sahih selepas al-Quran.” Diriwayatkan bahawa Imam Bukhari berkata: “Aku tidak memasukkan ke dalam kitab al-Jami’ al-Sahih ini kecuali hadis-hadis yang benar-benar sahih, dan aku tinggalkan banyak hadis sahih kerana khuatir ia membosankan. Kesimpulan yang diperolehi oleh para ulama, setelah mengadakan penelitian secara cermat terhadap kitabnya, menyatakan bahawa Imam Bukhari dalam kitab Sahihnya terlalu berpegang teguh pada taraf nilai kesahihan yang paling tinggi, dan tidak turun dari tingkat tersebut kecuali dalam beberapa hadis yang bukan merupakan asas dari sebuah bab, seperti hadis muttabi’ dan hadis syawahid serta hadis-hadis yang diriwayatkan dari sahabat dan tabiin. Jumlah Hadis di dalam Kitab al-Jami’ al-Sahih (Sahih Bukhari) ‘Allamah Ibnu al-Solah dalam kitabnya Muqaddimah ada menyebutkan, bahawa jumlah hadis Sahih Bukhari sebanyak 7275 buah hadis, termasuk hadis-hadis yang disebutnya berulang kali atau dihitung sebanyak 4000 buah hadis tanpa pengulangan. Perhitungan ini diikuti oleh Syeikh Muhyiddin al-Nawawi dalam kitabnya, al-Taqrib. Selain pendapat tersebut di atas, Ibn Hajar di dalam mukadimah kitabnya yang terunggul iaitu kitab Fath al-Bari merupakan kitab syarah Sahih Bukhari, ada menyebutkan bahawa semua hadis sahih yang terkandung di dalam Sahih Bukhari tanpa hadis yang disebut berulang sebanyak 2602 buah hadis. Sedangkan matan hadis yang mu’allaq namun marfu’, iaitu hadis sahih namun tidak diwasalkan (tidak disebutkan sanadnya secara sambung menyambung) pada tempat yang lain sebanyak 159 hadis. Semua hadis Sahih Bukhari termasuk hadis yang disebutkan berulang-ulang sebanyak 7397 buah. Hadis yang mu’allaq berjumlah 1341 buah, hadis yang muttabi’ sebanyak 344 buah hadis. Jadi, berdasarkan perhitungan ini dan termasuk yang berulang-ulang, jumlah keseluruhannya sebanyak 9082 buah hadis. Jumlah ini di luar lingkungan hadis mauquf yang terkait dengan sahabat dan (perkataan) yang diriwayatkan dari para tabiin serta ulama sesudah mereka. 
Kepintaran Imam Bukhari tiada tolok bandingnya Muhammad bin Abi Hatim berkata, “Saya mendengar Ibrahim bin Khalid Al-Marwazi menceritakan, “Saya melihat Abu Ammar al-Husein bin Harits memuji Abu Abdillah al-Bukhari, lalu beliau berkata, “Saya tidak pernah melihat orang seperti dia, dia seolah-olah diciptakan oleh Allah hanya untuk hadis”. Abu Bakar Muhammad bin Ishaq bin Khuzaimah berkata, “Saya tidak pernah melihat di bawah lembayung langit ini seseorang yang lebih mengetahui dan lebih kuat hafalannya tentang hadis Rasulullah sallallahu ‘alaihi wa sallam daripada Muhammad bin Ismail (al-Bukhari).” Muhammad bin Abi Hatim berkata, “Saya mendengar Abu Abdillah (Al Imam Al Bukhari) berkata: “Sahabat ‘Amr bin ‘Ali al-Fallas pernah meminta penjelasan kepadaku tentang status (kedudukan) sebuah hadis. Saya katakan kepada mereka, “Saya tidak mengetahui status (kedudukan) hadis tersebut”. Mereka jadi gembira dengan sebab mendengar ucapanku dan mereka segera bergerak menuju kepada ‘Amr. Lalu mereka menceritakan peristiwa itu kepada ‘Amr. ‘Amr berkata kepada mereka, “Hadis yang status (kedudukannya) tidak diketahui oleh Muhammad bin Ismail bukanlah hadis”. Satu keistimewaan Bukhari adalah ingatannya yang sangat kuat. Rakan sepengajian, Hasyid ibn Ismail berkata, semasa zaman kanak-kanak mereka, Bukhari pernah menghadiri kelas pengajian hadis di Basrah. Beliau menceritakan: “Kami semua menulis nota kecuali al-Bukhari. Selepas 16 hari masa berlalu, kami berbincang mengenai pelajaran dan mengkritik al-Bukhari kerana dia membuang masa dan tidak menulis sebuah pun hadis yang telah dipelajari. Imam al-Bukhari yang ‘terasa’ dengan hal itu menyuruh kami menyemak nota kami. Kemudian dia membacakan satu persatu sehingga habis hadis tersebut, lebih kurang 15,000 buah hadis semuanya. Seolah-olah al-Bukhari telah mengajar pula kepada kami hadis yang kami tulis.” Peringkat awal belajar, al-Bukhari menghafal 70,000 hadis, kemudian meningkat kepada 300,000 buah hadis, 100,000 daripadanya adalah hadis sahih dan 200,000 pula adalah hadis hasan. Selain itu, al-Bukhari sememangnya memiliki pemikiran yang tajam. Dia tidak bergantung kepada pen dan kertas kerana dia hanya bergantung kepada akal dan memorinya. Kemampuan memorinya mampu mengatasi beberapa keping CD-rom dalam satu-satu masa jika dihitung dari aspek terkini. Pada suatu ketika, penduduk Baghdad mendapat berita al-Bukhari akan ke sana. Golongan ahli hadis di sana sepakat untuk mengujinya. Mereka merosakkan rangkaian periwayat hadis (sanad) dengan mencampur adukkan antara satu dengan yang lain. Kedatangan al-Bukhari disambut meriah oleh penduduk di sana. Maka di dalam majlis yang diadakan, mereka mula menguji kepintarannyanya. Sepuluh orang di ambil dan perlu merosakkan sanad dan matan setiap 10 hadis yang dihafalnya. Orang pertama berdiri dan bertanya mengenai rangkaian sanad 10 buah hadis tersebut. Walau bagaimanapun imam al-Bukhari hanya menjawab, “Aku tidak tahu..” Orang kedua juga berbuat begitu dan menunggu jawapan dari al-Bukhari masih tetap dengan jawapan serupa yang diberikannya. Selepas setiap kali mereka habis bertanyakan 10 hadis tersebut, ketika suasana telah kembali tenang, maka ulama dan ahli fiqh yang hadir mula berpandangan dan menganggap imam al-Bukhari ini lemah dan tidaklah sehebat gelaran dan kemasyhuran yang mereka dengar selama ini. Akhirnya, setelah orang yang terakhir selesai membacakan hadis-hadisnya, imam al-Bukhari mula berbicara. Dia mengarahkan perhatiannya kepada penyoal yang pertama dengan menyebutkan hadis pertamanya hingga hadis ke-10 dan membetulkan matan hadis dan sanadnya sekaligus. Demikian pula dengan 9 penyoal yang lain. Akhirnya, kesemua hadis yang telah ditukar matan dan sanadnya dibacakan kembali oleh Imam al-Bukhari sebagaimana hadis yang asal dan menyempurnakan 100 buah hadis tersebut.Semua orang yang hadir berasa kagum dan mengakui kelebihan dan keutamaan Imam al-Bukhari di bidang ini. Apatah lagi ditambah dengan kemampuannya untuk menyampaikan kesalahan hadis yang disampaikan kepadanya secara berturutan dengan hanya sekali mendengarnya sahaja. Qutaibah bin Sa’ad berkata: “Pada zamannya, Muhammad bin Ismail seperti Umar di zaman para sahabat. Maksudku dari aspek kecerdasan, pengetahuan dan keberaniannya dalam memperlihatkan kebenaran.”Anak murid dan juga pembantunya yang setia iaitu Muhammad ibn Abi Hatim al-Warraq menceritakan, al-Bukhari membuka rumah tumpangan di kota Bukhara dan memasang bata sendiri untuk menyiapkan rumah itu, Warraq yang ingin membantu tetapi tidak diizinkan oleh al-Bukhari denga katanya: “Pada hari akhirat nanti, usaha ini akan menjadi faedah untuk diriku.” Abdullah bin Muhammad al-Sayarafi menceritakan: “ketika aku berada bersama Muhammad bin Ismail di biliknya, maka masuklah pembantu rumahnya (jariah yang dimilikinya sebagai hamba) ke dalam biliknya dan dia telah terlanggar dakwat yang berada di hadapan Imam al-Bukhari. Dia lantas bertanya kepada jariahnya itu: “Bagaimana kamu berjalan?” Jariahnya menjawab: “Jika tiada jalan bagaimana aku ingin melangkah?” Beliau terus mendepakan tangannya, seraya berkata: “Pergilah, sesungguhnya engkau telah aku bebaskan!” Jariahnya bertanya: “Wahai Abu Abdillah, adakah aku membuatkan engkau marah?” dia menjawab: “Sesungguhnya aku reda di dalam hatiku dengan apa yang engkau telah lakukan.” Dari Abu Bakar bin Munir dia menceritakan: “Suatu hari ketika Imam al-Bukhari sedang bersembahyang, tebuan menyengatnya di 17 tempat. Sebaik sahaja selesai dia bersembahyang, dia berkata: “Cuba kamu lihat apa yang menyakitiku dalam solat aku tadi?” Mereka mencarinya dan mendapati tebuan telah menyengatnya di 17 tempat pada tubuhnya, dia tidak langsung menghentikan solatnya.” Muhammad ibn Abi Hatim al-Warraq juga pernah bercerita, jika mereka berpergian, anggota rombongan lain akan tinggal sebilik dan al-Bukhari akan tinggal sendirian di dalam satu tempat. Aku sering melihat al-Bukhari bangun 15 sehingga 20 kali sepanjang malam dengan menyalakan sendiri lampu. 
Kemudian dia bangun untuk membaca dan membetulkan hadis kemudian tidur semula. Al-Warraq yang melihat keadaan itu menawarkan bantuan tetapi al-Bukhari menjawab: “Kamu masih muda dan aku tidak mahu mengganggu tidurmu.” Ali bin Muhammad ibn Mansur mendengar bapanya bercerita: “Ketika kami berada di dalam majlis ilmu Imam al-Bukhari di masjid, terdapat seorang lelaki dari kalangan yang hadir telah mencabut janggutnya dan mencampakkan ke tanah. 
Aku memerhatikan bahawa Imam al-Bukhari memandang kelakuannya semasa melihat ke arah orang ramai. Setelah selesai majlis dan orang ramai sedang sibuk dengan urusan mereka, aku melihat Imam al-Bukhari mengaut semula helaian janggut yang tercabut dan berselerakan di lantai masjid itu dan memasukkan ke dalam lengan jubahnya. Apabila beliau keluar dari masjid, aku melihat beliau mengeluarkan dan mencampakkannya di luar masjid. Hal itu seolah-olah dia memelihara kebersihan masjid sebagaimana dia memelihara kebersihan janggutnya.”

http://my-syamilah.blogspot.com/